استمرّ نزول القرآن الكريم على رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم نحو ثلاثٍ وعشرين عاماً، لاقى خلالها الكثير من العذاب والتكذيب، وصبر على ذلك في سبيل الله وتبليغ دينه العظيم. ضمّ القرآن الكريم مئةً وأربع عشرة سورةً مكيّةً ومدنيةً، ابتداءً بسورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الناس، وقد تعدّدت أسباب نزول آيات وسور القرآن الكريم. سنتعرّف هنا على سبب نُزول سورة الضحى.
الحلف بغير الله تعالىحلف الله تعالى بما شاء؛ فقد حلف مثلاً بعُمر النبيّ محمدٍ صلّى الله عليه وسلم، وهنا حلف الله تعالى بالضّحى والليل، لكن لا يجوز للعبد أن يحلفَ بغير الله تعالى، كالحلف بالقرآن الكريم ، والكعبة المشرّفة، والأمانة، أو بالأشخاص حتى لو كانوا أنبياء، ومَن حلف بغير الله فقد أشرك به. عن عبد الله بن عُمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إنّ الله ينهاكم أن تحلِفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) [متّفق عليه].
سورة الضحىقال تعالى: (وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى* وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى* وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى* أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى* فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ*). سورة الضحى من السّور المتّفَق على مكّيَتها، وهي من قِصار السّوَر. عدد آياتها إحدى عشرة آيةً، وعدد كلماتها أربعون كلمةً. سُميّت بسورة الضحى لأنها بدأت بالقَسَم بوقت الضحى، وهي سورةٌ خاصّةٌ بالنّبيّ محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، واشتملت على آياتٍ عظيمةٍ ومعانٍ جليلةٍ.
سبب نزول السّورة وردت أكثر من روايةٍ في سبب نزول سورة الضحى ومن هذه الروايات:قال سيّد قُطب عن السّورة: (لَمسةٌ مِن حَنان، ونَسمةٌ مِن رحمة، وطائفٌ من وُدٍّ، ويَدٌ حانيةٌ تَمسَحُ على الآلامِ والمَواجع، وتَنْسَم بالروح والرّضا والأمل، وتَسكُب البَرْدَ والطُمأنينَة واليَقين).
المقالات المتعلقة بما سبب نزول سورة الضحى